حكم التمثيل المسمى (الديني) والأناشيد المسماة بـ (الإسلامية)
للإمام صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله تعالى
السؤال:ما حكمالتمثيل المسمى ( الديني )، والأناشيد المسماة بـ ( الإسلامية )، التي يقوم بها بعضالشباب في المراكز الصيفية؟
الجواب:التمثيل لا أراه جائزا ؛ لأنه:
أولا: فيه إلهاءللحاضرين، لأنهم ينظرون إلى حركات الممثل ويضحكون. فالغالب من التمثيل مقصود بهالتسلية فقط وإلهاء الحاضرين. هذا من ناحية.
والناحية الثانية: أن الأشخاص الذينيُمَثَّلون قد يكونون من عظماء الإسلام، وقد يكونون من الصحابة، وهذا يُعتبر منالتنقّص لهم، شعرت أو لم تشعر،
فمثلا: طفل أو صبي، أو إنسان على غير المظهراللائق يمثّل عالما من علماء المسلمين أو صحابيا..هذا لا يجوز ؛ لما فيه من تنقّصالشخصية الإسلامية بمظهر الممثل الفاسق، أو المستهجن. فلو جاء أحد يمثلك بأن يمشيمشيك أو يتكلم مقلدا لك، هل ترض بهذا ؟ أو تعد هذا من التـنـقص لك ؟، وإن كانالممثل يقصد بزعمه الخير، لكن الأشخاص لا يرضون أن أحدا يتنقصهم.
ثالثا: وهو أخطر، أن بعضهميتـقمص شخصية كافرة، كأبي جهل وفرعون وغيرهم، ويتكلم بكلام الكفر، بزعمه أنه يريدالردّ عليه، أو يريد بيان كيف كانت الجاهلية ؛ فهذا تشبه بهم، والرسول صلى اللهعليه وسلم نهى التشبه بالمشركين والكفار، تشبّه في تقمص الشخصية، وتشبه بكلامهم.
وأيضا من المحاذير: أن هذهالطريقة في الدعوة ليست من هدي الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا من هدي سلفنا الصالح،ولا من هدي المسلمين. هذه التمثيليات ما عُرفت إلا من الخارج - من الكفار-وتسرّبت إلينا باسم الدعوة إلى الإسلام،واعتبارها من وسائل الدعوة غير صحيح،وسائل الدعوة - ولله الحمد - توقيفية، غنيّة عن هذه الطريقة. وكانت الدعوة ناجحةفي مختلف العصور بدون هذه التمثيليات ولما جاءت هذه الطريقة ما زادت الناس شيئا ولاأثّرت شيئا، مما يدل على أنها سلبية، وأن ليس فيها فائدة، وإنما فيها مضرّة.
وإن قال قائل: إن الملائكة تتمثل بصور الآدميين. فنقول: إن الملك يأتي في صورة آدمي، لأن الإنسان لا يطيقالنظر إلى الملك بصورته، وهذا من مصلحة البشر لأن الملائكة لو جاءوا بصورتهمالحقيقية ما استطاع البشر أن يخاطبوهم ولا أن يكلموهم ولا أن ينظروا إليهم.والملائكة حينما تتمثل بصورة شخص لا تقصد التمثيل الذي يعنيه هؤلاء. الملائكة تتمثل بالبشر من أجل المصلحة، لأن الملائكة لهم صور غير صور البشر. أما عند البشرفكيف تغير الصورة من إنسان إلى إنسان؟ ما الداعي إلى هذا ؟